الثلاثاء، ٤ ربيع الآخر ١٤٣٠ هـ

انهيت قراءة كتاب جماليات المكان للمؤلف غاستون باشلر وكان يتحدث عن العلاقة الحميمية بين الانسان ومنزله بطريقة جميلة ومؤثرة ولفت انتباهي الى تفاصيل صغيرة لها اكبر الاثر على النفس لو طبقناها بشكل صحيح

اشعر دائما بصدمة خفيفة بالم لغوي عندما يستعمل كاتب عظيم كلمة بدلالة مهينة للكلمة"

من اهان البيت باطلاق هذه اللفظة الجليلة على كل بناء هندسي اتخذ شكل البيت ولم يتخذ روحه

بيتي شفاف ولكنه ليس من زجاج طبيعته اقرب الى البخار تتقلص جدرانه وتتمدد حسب هواي احيانا اجذبها الي حتى تصبح مثل درع واق واحيانا اخرى ادع جدران بيتي تتفتح كزهرة وتاخذ مداها في المكان

كثيرا مانسمع تساؤولات على شاكلة متى ستذهب الى البيت؟؟؟

اين هو بيتك؟؟؟

بيتي هو الذي لااجر نفسي بتثاقل اليه في طريق عودتي من مقر عملي او جامعتي,ولاابالي ان تأخرت ساعة او اكثر في مكتبي قبل ان انتبه ان وقت العودة اليه قد حان




!!!تعبت من الحنين الى بيتي يبدو انه هو الذي يسكنني ولست أنا

بيتي الذي اخرق قانونه وأنا موقنة أن جدرانه ستتدافع عني وستشاركني اي نوع من الانفعال وستعذرني مهما فعلت بها

كوني جميلة واسكتي هذا مايريده الرجال من النساء

"
هذه من كتابات فاطمة المرنيسي في كتابها شهرزاد ترحل الى الغرب هل بالفعل هذه عقلية الرجل خصوصاً في القرن الواحد والعشرين ارى ان الكاتبة ضخمت الموضوع فمن خلال مشاهداتي المتواضعة وملاحظاتي ارى ان كثير من الرجال في عصرنا الحاضر خصوصاً عند البحث عن زوجة المستقبل يركزون على ثقافة المرأة ومدى ذكاءها والمامها بما يحدث حولها من القضايا التي تؤثر في عالمنا ومجتمعنا وقدرتها على النقاش واابداء الرأي وقد تزوج عدد من الشباب والشابات عن طريق المنتديات والسبب هو التوافق الفكري اولاً ثم الارتياح بعد ان يتقابلا في الواقع والكاتب محمد حسن علوان احد هؤلاء الشباب . اما النظرة الشهوانية للجسد والوجه فهي من صفات المراهقين وبعض الرجال الذين يبحثون فقط عن المتعة لاننكر اهمية جمال الخلقة ولكن قد تبدو اجمل فتاة في صورة مسخ اذا لم تتصف بقدر من الاخلاق والفهم المعقول والا استحالت الحياة الى جحيم .يحفل التاريخ الاسلامي بالكثير من هذه النماذج ايضاً فكثير من الخلفاء كان يدفع الكثير من المال ليشتري جاريه اعجب بذكاءها وسرعة بديهتها وقد كان الخليفة المأمون يحب لعب الشطرنج مع احدى جواريه قبل ان يخرج في المعارك لما وجد فيها من الذكاء والقدرة على الحوار الجذاب الذي يرفع من معنوياته ويجعله مستعداً لمعركته.وفتيات الجيشا دليل اخر على ان الرجل لايريد الجمال فقط مع انه مطلب ولكن كم من جميلة المظهر عديمة الفكر الا فيما ندر ولقد سخر العديد من الفلاسفة من المرأة المثقفة وكرسوا الصورة النمطية عنها وهي ان الجمال والثقافة ضدان وطرفان نقيضان امثال كانت وموليير.
"
وبما ان الجمال امر نسبي الا انه من الصعب على المرأة ان تختار بينه وبين الثقافة لو اتيح لها الخيار بودي ان ارى نتيجةالاختيار ومن سيغلب ياترى وماهي العوامل التي ستلعب الدور في هذا الاختيار هل هي ثقافة المجتمع وطبيعتة ام الطبيعة البشرية ام شخصية المرأة نفسها
"ان الرجال الذين يوظفون امراة في منصب عالي يتدبرون امرهم باحاطتها بنساء اصغر منها قادرات على زعزعة استقرارها "
وهذا الكوت ايضاً من كتابات فاطمة المرنيسي فهل يحارب الرجل المرأة الناجحة حتى ولو كانت لاتمت له بصلة لمجرد كونها امرأة ولكن لاريب ان الجملة الاخيرة اختزلت العديد من المعاني بالنسبة لي على الاقل فقط دقائق معدودة لتعرفي ماذا يهدد استقرارك وقد قرأت احدى العبارات الجميلة " شاقة هي المهمة عندما يولد الشخص امرأة" مايا انجلو وبالفعل كم هي شاقة

وللجمال فضاء مع هرمان هسه

كنت اعلم أني عندما قررت ان اقضي عطلة الاسبوع معه لن اندم وستتحقق امنيات صديقاتي عندما قلن لي

"have anice weekend :)"


وكانت بالفعل جميلة فهررمان هسه والذي قضيت معه اوقات جميلة اطلعني خلالها على روايتة "ذئب السهوب" التي اثارت عاصفة من الافكار في ذهني ومجوعة من الاحاسيس بداخلي فشعرت انه انما كان ينسج احداث روايتة حولي وعني انا كانسانة اعيش في القرن الواحد والعشرين هذا الزمن الذي قال عنه " اه مااصعب العثور على اثر قدسي وسط هذه الحياة التي نعيشها,في هذا العصر الممل المخبول من العمى الروحي بطرازه المعماري واعماله التجارية وسياساته ورجاله!! كيف يمكن ان لا اغدو ذئباً متوحداً وناسكاً غريب الاطوار وانا لا اشاطره هدفاً من اهدافه ولا افهم متعه واحدة من متعه؟؟
اني لا افهم هذه المتع ولا اشاطرها مع انها في متناولي ويتهافت عليها الالاف لنيلها"

تكلم في الرواية عن ماساه انسان هذا العصر المادي الذي صهر متعة الحياة واختزلها في المتع الحسية .لقد طلم العلم الحديث الانسان بوصفة لديه انفصام في الشخصية عندما يحاول ان يكون انسان عادي ونعلم ان بداخل كل منا شخصيات عديدة تريد التعايش والظهور ولكننا نقمعها باستسلام رضوخاً لقيود مجتمعاتنا الانسانية ونرضى بالقوالب الجاهزة رغماً عنا وعوضاً عن ان نقوم بجعل هذه الشخصيات والتي قد تصل للمئات تتزاوج وتتناسل وتتعايش فيما بينها ويقوم كل منها بدوره نسجنها في داخلنا ونتركها في حالة حرب داخلية شرسة مما يسبب لنا الاضطراب النفسي .لقد اثار ذئب السهوب تساؤولاتي حول الاسباب التي تجعل من المفكرين والمثقفين يحتقرون المتع الحسية والعكس صحيح حيث يتعرضون للسخرية من قبل اولئك الغارقين فيها فأي الفريقين على صواب ؟؟ اتوقع ان الحياة التي يغلب عليها طابع التنوع هي التي يصل اصحابها الى السلام الداخلي والخارجي مع مجتمعاتهم


الرواية راقت لي كثيراً واما غلافها فهو عالم اخر من الجمال فلن تمل من تامل جماله ومدى ارتباطه بالرواية وهنا ريفو عن الرواية في موقع امازون
http://www.amazon.com/Steppenwolf-Novel-Hermann-Hesse/dp/0312278675#.


من خلال موقع امازون كان هماك تصويت على مدة جودة الرواية وقد حصلت عل ما مجموعه 95 صوت من 135 على انها تستحق خمس نجمات في التقييم مما يدل على قوة تاثيرها


تمنين لو اني اجيد اللغة الالمانية لكي احصل على المعنى قريباً مما اراده هرمان هسه فالالمان شعب مفكر ومثقف ولا انسى مدى الصدمة التي احسست بها وانا اقرا لنيتشه باللغة العربية لقد اجمع اغلب القراء على رداءة الترجمة وقتلها لابداع نيتشه واتمنى ان لايكون قد فاتني الكثير من روايات هرمان من خلال نقلها للعربية واتمنى للجميع قراءة مثمرة

هل يتربص الصدأ بعقولنا؟؟!!!

من ترجماتي غفر الله لي. لا اعلم لماذا اصبحت مهووسة هذه الايام بتنشيط ذاكرتي وشحذ همة عقلي ونفض الغبار عنه مما دفعني الى البحث عن بعض الانشطة والالعاب التي تساعدني فوجدت العديد من المواقع الاجنبية المثيرة والجذابة ومزودة بالعديد من الدراسات والمقالات المهمة للتشجيع الزائر على المواظبة على هذا الجيم ((GYM)) العقلي.
وقد لفت انتباهي احد المقالات واحببت ترجمتة للعربية :
قبل ان تبدأ في العاب تنشيط المخ يتعين عليك عزيزي الزائر لهذا الموقع ان تعرف ان الناس لايقومون بالعمل الذي يجعل عقولهم في وضع صحي من الناحية الادراكية بالشكل المطلوب
اثبتت احدى الدراسات العلمية ان حوالي 55% بالمئة من البشر يعلمون قيمة التدريبات العقلية وانها توازي في اهميتها او ربما تتفوق على التدريبات الجسدية وبالرغم من ذلك فاغلبية هذا العدد لاتعمل شيء حيال ذلك وان فعلت فيكون بشكل خاطئ او دون المعدل المطلوب.على سبيل المثال العديد من الناس يفضلون مشاهدة التلفاز كوسيلة لشحذ عقولهم وتدريبها ولكن التلفاز يعتبر محفز سلبي وقد اثبتت الدراسات ان التلفاز يجعل الدماغ البشري في وضع المتلقي السلبي والخامل تماما مثلما نعتمد على النظام الاوتاماتيكي اثناء قيادة السيارة وذلك نقيض تعلم لغة اجنبية او محاولة حل بعض الالغاز والتي تشجع العقل على بذل الجهد اللازم لتعلم هذه اللغة او حل بعض المسائل

هل تعلم ان لدينا مئة بليون خلية في ادمغتنا عند بلوغ سن الثامنة عشر وانه ابتداء من هذه السن نبدأ بفقدانها بمعدل خمسين الف خلية في اليوم الواحد!!!!

ولكن باستطاعتنا ان نبطئ هذه العملية باستخدام بعض الالعاب والاساليب البسيطةوالعادات الصحية وباتباع نظام غذائي متوازن وصحي لنخفف من هذا الضرر قدر المستطاع.

بعدما قرأت هذا المقال شعرت بمدى اهمالي الشديد لصحتي العقلية وقررت ان استغل وقت الفراغ المتناثر هنا وهناك في عمل بعض التمرينات البسيطة ولكن فائدتها عظيمة فبامكان الشخص تحميل بعض الالعاب على هاتفه المحمول او شراء بعض الالعاب الصغيرة مثل ترتيب الارقام او ورقة ضغيرة يحل بها الكلمات المتقاطعة او غيرها من الالعاب التي لاتعتمد الا على القلم والورقة ولكن اثرها كبير على الذاكرة وتحفيز المخ

فكم من الوقت نهدره اثناء الانتظار امام الاشارة او في العيادة او في انتظار احدهم فلو فعلناه بالشكل المطلوب سنخرج بفائدة كبيرة

وليكن شعارك اجعل التمارين العقلية عادتك الصحية كل يوم :)