الجمعة، ١٩ رمضان ١٤٢٩ هـ

خارج التغطية

خارج التغطية ربما يكون الوصف الملائم لشخص داخل الحرم المكي في رمضان وذلك لجمال ذلك العالم الصغير وسط تلاطمات الحياة في العالم الخارجي


يتوجه الانسان الى الحرم المكي قبل المغرب بوقت ليفطر مع المسلمين في جو اخوي يأسر الالباب

الجميع على اختلاف جنسياتهم ومراكزهم واعمارهم ومستواياتهم الاجتماعية يتناولون نفس الافطار في نفس الوقت متراطين بجانب بعضهم البعض كحبات العقد

وترى بعض الاخوان يوزعون الماء وحبات التمر وقت الاذان لمن لايستطيع الوصول اليها ليفطر على هذه الوجبة الخفيفة والسريعة وهي المقصود من الصوم عكس من يفجع معدته بفيضان الطعام دفعه واحدة مما يسبب الاضطراب الهضمي


وفي زاوية اخرى ترى الاكف مرفوعة بالدعاء لله عز وجل

ومن ثم وقت اقامة الصلاة ينتظم الجميع في وقت قياسي وترى الانضباط في الصفوف في اجمل صورة لاتباع النظام على وجه الارض رغم كثرة العدد


وحين تقام التراويح يمارس الانسان خلالها رياضة ذهنية بالتدبر في الايات ورياضة جسمية بالحركات المنتظمة التي يؤديها رغم طول المدة بالنسبة للبعض الا ان الروحانية التي يعج بها المكان تجعلها تبدو كانها لحظة مسروقة من الزمان فيالجمال الوقوف بين يدي الله في شهر العتق من النيران

وبحلول الساعة الحادية عشر يتم الانصراف من المسجد الحرام بعد هذه التجربة الروحانية التي تذيب اقسى قلب ......... وليت العمر كله رمضان