الجمعة، ٢٤ شوال ١٤٢٩ هـ


صديقتي الحبيبة ورفيقتي في الفكر زينا لااعلم كيف اصف لك حجم مودتي العميقة لك وامتناني لما فعلتي ومازلتي تفعلين من اجلي دوماً0 هل تعلمين يازينا أنني بحثت عن اشباهك في محيطنا فلم اجد ولا عجب فمثلك نادرة الوجود وسط الزّبد الذي مانلبث الا ان نلتقيه فيذهب جفاء غير اسفين او نادمين عليه0 احذيتني ياحامله المسك دوماً بجمال كلماتك ودقه ملاحظاتك وافكارك المنسابة كالنهر بمياهه العذبة0 لطالماتعجبت من حديثي المتواصل معك رغم قله تحدثي مع الاخرين وكأنك مخبئي السري الذي اهرع اليه لكي اجد فيه ذاتي واتصرف فيه بحرية ولطالما احببت قدرتك على النقاش معي حول شتى المواضيع بغم تباين وجهات نظرنا نحن الاثنتين ولكنني لم اشعر يوماً ما ابداً بالامتاض من هذا الاختلاف كما يحدث بين المتحاورين عادةً 0 كم كنتي ياصديقة الفكر مثل الفراشة تطوفين على الازهار وتختارين رحيقك بعناية ومن ثم تخبريني عنه من خلال حديثنا عبر الهاتف اولقاءنا المباشر او من خلال وسيلتنا اليومية عبر الماسنجرفتارة ترسلين لي رابط خبر مثير او موقع الكتروني نال استحسانك واما الاجمل من ذلك كله فهو اختيارك لما يعرف بالسمايلي والتي دوماً ماتنجحين في استدراجي للابتسام من خلالها كثيرا 0


الشاعرة الامريكية اميلي ديكنسون تقول في احدى قصائدها:


the soul selects her own comunity


وبهذا عرفت سبب ارتياحي للحديث معك وامتداده لساعات طويلة دون ان يتخلله ملل 0



زينا قد لايرقى حرفي المتواضع لجمال حرفك وتدفقه ولكن هذا بعض مما كان في نفسي واحببت ان اطلعك عليه وطبعاً اعتراه القصور ولن اوفيك حقك في التعبير كوني بخير ودمتي نجمة لامعة في سمائي ياصديقتي العزيزة

عندما جاورت السحاب


لطالماكنت احرص على ان يكون مقعدي اثناء سفري بالطائرة بجانب النافذة واحرص دوماً ان تكون رحلاتي في النهار او ان امر بمحطة الغروب او الشروق لكي تتاح لي الفرصة للاستمتاع بهذه المناظر الخلابة من السماء 0 اتذكر ان احد الفوتغرافيين الاجانب قد اقام ذات مرة معرضه الفريد من نوعه وكان تحت عنوان الأرض من السماء وضمنه لوحات وصور جميعها كان قد التقطها من السماء ولاتتصورون مقدار الفتنة التي شعرت بها وانا اشاهد تلك الصور فلا عجب فالمعرض حقق نجاحاً باهراً وتنقل في ارجاء العالم0 لطالما احببت الطيران كمهنة رغم اني لم ازازلها ولو كان الامر بيدي لما رضيت بغيرها لايماني الشديد بحيوية وديناميكية هذه المهنة 0 كيف تتوقعون ان يكون تفكير شخص يجاور السحاب والنجوم ويمتد امامه الافق بلونه الازرق البديع وصفاءه ويمد ناظره الى مالا نهاية والسحاب يحيط به بلونه الابيض واشكاله المتنوعه حتى يخيل للناظر اليه انه جليد او ثلج متناثر في محيط ازرق اللون0 لطالما كنت افكر كيف يكون حال من كانت جيرانه السحب ؟؟ والتي بالاضافة الى جمال اشكالها ونقاءها لاتاتي الا بالظل او المطر وكلاهما من الامور المحببة للنفس 0هنيئاً لجيران السحب المتسامية بخفتها فوق الجميع ومثل ماقيل من جاور السعيد يسعد وبالتأكيد ان هولاء الاشخاص او اغلبهم يتسامى ويحلق بتفكيره مثل جاراته ويرتفع عن السلبية والامور التافهه ولابد ان يكون قلبه ابيض كلون صديقاته الغيمات0 وطبعاً لكل قاعدة شواذ وللاببد ان يكون البعض جيران سوء فلا يستمتع بمجاورة السحاب ولاتؤثر فيه العلاقة بأي شكل0

التقدم الى الخلف

كنت احاول ان اغير المجتمع والان احاول ان ا منع المجتمع من تغييري ربما تكون هذه العبارة الانسب لوصف الوضع المعيشي الذي اعيش به الانبعد انتقالي لمقر عملي الجديد كمعلمة في احد اكثر المناطق الجبلية ارتفاعاً في السعودية منطقة الجنوب بعد ان كنت في وسط الرياض وكانت الرياض في وسط قلبي دوماً 0 رغم ارتفاع المنطقة المشهور وطبيعة بناء المساكن فيها التي يغلب عليها الطابع العمراني المختلف نوعاً ما عن مدينة الرياض بحيث تكون الاسوار الخارجية منخفضة مما يسمح بامتداد افق الناظر من خلال النافذة او من خلال الوقوف في الفناء الخارجي وجعل عينيه تشاهد مناظر طبيعية بشكل ممتد امامه مما يجعل المساحة التي يقع عليها ناظره شاسعة مع السماء التي غالباً ماتكون سخية بالمطر معظم اوقات السنة في تلك المنطقة والذي كنت اعتقد ان ذلك النظام البيئي اثر في السكان بشكل ايجابي مثل اتساع افق التفكير تبعا ً لاتساع افق النظر ولذي يعتبر حاسة من اهم حواس الانسان لذلك ركز القران عليها 0كنت اظن ان تفكير الناس في هذا المكان ليس له حدود وانه تفكير منفتح وواسع الافق مثل المكان وكنت اظن انه بمثل سخاء سحاب تلك المنطقة متجدد ومعطاء ولكن للاسف ظهر العكس تماماً0 ابدأ بمدرستي حيث تدور احاديث المعلمات غالباً حول مواضيع تتسم بالتقليدية الشديدة والتعصب لوجهات نظر وافكار ينطبق عليها قول الله تعالى انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون فلا يوجد نقاش وحوار بشكل منطقي او عقلاني او يعتمد على اساليب التفكير والنقد العلمي الحديث على الاقل 0وينتشر بينهن التسخط والتظلم من ضغوط العمل الذي هوو في الاساس مريح لقلة طالبات المدرسة لذلك يصل اكثر نصاب معلمة لدينا الى ستة عشر حصة بمعدل ثلاث حصص يومياً من ما مجموعه سبع حصص ومع ظهور ظاهرة تحضير الدروس الجاهز والمطبوع باستخدام ارقى التقنيات وللاسف تستخدم التقنية لدينا لتعزيز الجهل والتخلف وسياسة التلقين0 هل من المعقول ان يكون التحضير جاهز ونشخة طبق الاصل لكل معلم في اقوى ظاهرة استنساخ؟؟

لذلك يبدأ التفاخر الان وتقييم المعلمة على مدى اناقة شكل الدفتر وليس محتواه مثله كمثل اي قطعة فستان خلال تحاوري مع المعلمات وابدأ امتعاضي من هذه النقطة قلن لي لاتتمسكي بما هو موجود في التحضير فهل يعقل ان اقوم بطباعة شيء لااقوم به واخالفه في خلال قاعة الدرس لمجرد ان قرار الوزارةيركز على ضرورة استخدام التحضير اين بيت الشعر الشهير لاتنه عن خلق وتأتي مثله:)



واما الاذاعة والانشطة المدرسية فحدث ولاحرج قبل كبعد وبعد كقبل كما قال المفكر عبدالله القصيمي فقد تذكرت سنواتي الاولى في المدرسة وكأن شيئاً لم يتغير ربما كانت تلك محاولة لارغام الطالبات للعيش في جلباب ابائهن وماذا يعني اننا الان على مشارف العام 2009 فلا فرق لدينا فهو مثل عام 1987 وهو العام الذي التحقت فيه بالمدرسة ولااعتقد انه يوجد في العالم دولة مثلنا تهتم بالتراث والاصالة مثلما نفعل فلا داعي للتطوير مهارات الطلاب او انشطتهم بل نقوم بتحنيط النموذج الذي اكل عليه الدهر وشرب ونعيد انتاجه باستخدام التقنية ولاتعليق يليق بما نفعل!!


ولايسعني القول الا انما اشكو بثي وحزني الى الله ومازلنا نمضي قدماً في تقدمنا للخلف :)