الجمعة، ٢٤ شوال ١٤٢٩ هـ

التقدم الى الخلف

كنت احاول ان اغير المجتمع والان احاول ان ا منع المجتمع من تغييري ربما تكون هذه العبارة الانسب لوصف الوضع المعيشي الذي اعيش به الانبعد انتقالي لمقر عملي الجديد كمعلمة في احد اكثر المناطق الجبلية ارتفاعاً في السعودية منطقة الجنوب بعد ان كنت في وسط الرياض وكانت الرياض في وسط قلبي دوماً 0 رغم ارتفاع المنطقة المشهور وطبيعة بناء المساكن فيها التي يغلب عليها الطابع العمراني المختلف نوعاً ما عن مدينة الرياض بحيث تكون الاسوار الخارجية منخفضة مما يسمح بامتداد افق الناظر من خلال النافذة او من خلال الوقوف في الفناء الخارجي وجعل عينيه تشاهد مناظر طبيعية بشكل ممتد امامه مما يجعل المساحة التي يقع عليها ناظره شاسعة مع السماء التي غالباً ماتكون سخية بالمطر معظم اوقات السنة في تلك المنطقة والذي كنت اعتقد ان ذلك النظام البيئي اثر في السكان بشكل ايجابي مثل اتساع افق التفكير تبعا ً لاتساع افق النظر ولذي يعتبر حاسة من اهم حواس الانسان لذلك ركز القران عليها 0كنت اظن ان تفكير الناس في هذا المكان ليس له حدود وانه تفكير منفتح وواسع الافق مثل المكان وكنت اظن انه بمثل سخاء سحاب تلك المنطقة متجدد ومعطاء ولكن للاسف ظهر العكس تماماً0 ابدأ بمدرستي حيث تدور احاديث المعلمات غالباً حول مواضيع تتسم بالتقليدية الشديدة والتعصب لوجهات نظر وافكار ينطبق عليها قول الله تعالى انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون فلا يوجد نقاش وحوار بشكل منطقي او عقلاني او يعتمد على اساليب التفكير والنقد العلمي الحديث على الاقل 0وينتشر بينهن التسخط والتظلم من ضغوط العمل الذي هوو في الاساس مريح لقلة طالبات المدرسة لذلك يصل اكثر نصاب معلمة لدينا الى ستة عشر حصة بمعدل ثلاث حصص يومياً من ما مجموعه سبع حصص ومع ظهور ظاهرة تحضير الدروس الجاهز والمطبوع باستخدام ارقى التقنيات وللاسف تستخدم التقنية لدينا لتعزيز الجهل والتخلف وسياسة التلقين0 هل من المعقول ان يكون التحضير جاهز ونشخة طبق الاصل لكل معلم في اقوى ظاهرة استنساخ؟؟

لذلك يبدأ التفاخر الان وتقييم المعلمة على مدى اناقة شكل الدفتر وليس محتواه مثله كمثل اي قطعة فستان خلال تحاوري مع المعلمات وابدأ امتعاضي من هذه النقطة قلن لي لاتتمسكي بما هو موجود في التحضير فهل يعقل ان اقوم بطباعة شيء لااقوم به واخالفه في خلال قاعة الدرس لمجرد ان قرار الوزارةيركز على ضرورة استخدام التحضير اين بيت الشعر الشهير لاتنه عن خلق وتأتي مثله:)



واما الاذاعة والانشطة المدرسية فحدث ولاحرج قبل كبعد وبعد كقبل كما قال المفكر عبدالله القصيمي فقد تذكرت سنواتي الاولى في المدرسة وكأن شيئاً لم يتغير ربما كانت تلك محاولة لارغام الطالبات للعيش في جلباب ابائهن وماذا يعني اننا الان على مشارف العام 2009 فلا فرق لدينا فهو مثل عام 1987 وهو العام الذي التحقت فيه بالمدرسة ولااعتقد انه يوجد في العالم دولة مثلنا تهتم بالتراث والاصالة مثلما نفعل فلا داعي للتطوير مهارات الطلاب او انشطتهم بل نقوم بتحنيط النموذج الذي اكل عليه الدهر وشرب ونعيد انتاجه باستخدام التقنية ولاتعليق يليق بما نفعل!!


ولايسعني القول الا انما اشكو بثي وحزني الى الله ومازلنا نمضي قدماً في تقدمنا للخلف :)

هناك ٤ تعليقات:

lost يقول...

اهلا بك وعوداً حميدا غاليتي

مؤلم ماقراته هنا
ولكن شئ ما يجذبنا للخلف
قوة خفية
تاخذ بيدنا الى الخلف واستعداد تام من الناس هنا الى عدم بذل اي جهد للتقدم
نجد الكثير لديه الاستعداد للعودة للخلف عشرات الخطوات وعدم الرغبة في التقدم خطوة للامام

نجد زهدا واكتفء في ما وصلوا اليه وان لم يكن شئ يذكر

التعليم هنا اصبح يؤلمني الحديث عنه
اكثر من اي وقت مضى ..!!

Mr.Caffeine يقول...

في البداية أختي ..

أحييك على تكبدك لهذه المسافات وتجرعك لمرارة الغربة والبعد عن الأهل والديار من أجل رسالة سامية ألا وهي رسالة التعليم ...

وللأسف هذا هو حال المعلمات والمعلمين يتذمرون من كل شيء حتى الإجازات ..أذكر زميلاً لي كان يقول "أوووه جات اجازة الصيف ما أحبها يا حلو ايام الدوام استقرار وراحة بال الصيف ماوراه الا الخسائر والسفر والمشاوير " ..

نحن المعلمين غالبا ما نجيد التذمر والتململ وحب التسلط على الآخرين ..

قد يكون لاحتكاكنا المستمر بالاطفال والمراهقين أثرٌ في نفسياتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض فالأنانية وحب الذات قتلتنا وجعلت منا أشخاص يهتمون بأنفسهم لينسوا شرف المهنة وواجباتها ..

متعك الله بالصحة وعافاك وحفظك وبارك لك في عمرك ..

فيصل القحطاني

Dynamic يقول...

مرحباً بالزميل فيصل فلقد قلت نحن المعلمين لذلك اتكهن انك معلم اخشى يافيصل ان يكون تأثرنا بهؤلاء المراهقين والاطفال صحيحاً والذي من المفترض ان نكون نحن المحفزين والمؤثرين فيهم ولكن لاعزاء فمستوى المعلمات الفكري والاخلاقي جداً متدني واخاف من تأثري بهم اكثر من الطلاب انفسهم يبدو اننا وقعنا في دوامة والتعامل معها يحتاج تخطيط وصبر شكراً لدعمك ايها الزميل

lost يقول...

اعزائي ديناميك
والاستاذ فيصل...
ربما لا يكون الالم تأثير المراهقين بقدر ماهو تأثير القدماء في المهنة او اولئك الذين يرون في التعليم اسهل المهن واكثرها اجازة وحرية مع وفرة مادية
هم اولئك سبب بث الاحباط في نفوس القادمين بكل قوة وحب للتغيير...