الجمعة، ١١ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

ايتام



الحاجة للحب والانتماء لاسرة والشعور بأن هناك من يشعر بك ويدعمك من اهم الحاجات الفطرية لدينا كبشر وخصوصاً لصغار السن0 والدراسات العلمية اظهرت ان نقص اشباعها يؤدي الى اضطرابات نفسية مما يؤدي الى خلل او عدم توازن في شخصية الانسان ولعل اليتّم من اهم الاسباب التي يظهر فيها هذا النقص
اليتم فقدان احد الابوين او كلاهما او وعدم وجود من يكفل هذا اليتيم من اقاربه وهو اشد انواع اليتّم بجانب اليتّم الذي يكون سببه ارتكاب جريمة الزناواتباعها بجريمة رمي الطفل او الطفلة كلقيط من اجل الهروب من تبعات الخطيئة00 وبهذا يكون الطفل في اقصى درجات الضياع والشعور بالوحدة ولاشك انه شعور قاتل

وفي عدد من دول العالم يتلقى الايتام الرعاية والاهتمام بتوفير الملاجئ لهم والتعليم والدعم وهو لاشك امر ايجابي فكم من اطفال الشوارع من الايتام راح ضحية الاهمال ووقع في فخ الجريمة او الاستغلال من قبل مافيا استغلال الاطفال بعدة طرق اما لتجارة الجنس او المخدرات او التسول او حتى تكليفهم بممارسة اعمال حرفية وهم تحت السن القانونية
ولكن حاجة اليتيم ليست مادية فقط يظل بشر ويحتاج لاشباع عواطفه التي هي من فطرة البشر مثل التخفيف عنه عند حزنه او مرضه ودعمه وتشجيعه عند نجاحه ونصحه عندما يخطئ ولعل قصه الملجأين في احد الدول حيث وجد الباحثون ان الايتام يموتون بعدد اكبر في احدهما مع انهم يتلقون نفس الرعاية بينما في احدهما كان هناك سيدة كريمة وكبيرة في السن تمر على الايتام يومياً وتمسح على رؤسهم وتقبلهم مما يرفع معنوياتهم بينما الملجئ الاخر لم يقم احد بهذا الدور وكنت قد قرأت دراسة لاحد الاطباء تبين اهمية اللمس وتأثيرة على الجسم والنفس وهو تأثير عظيم وايجابي

كفالة الايتام موجودة في مجتمعاتنا الاسلامية الحمد لله ولكن ليست منتشرة
تخيلوا جمال الوضع عندما تقوم كل اسرة بكفالة احد الايتام وضمه للاسرةلكي يحيا حياة طبيعيةوقد تصل الى حد الرضاعة لكي يصبح هناك نسب ومجرد وجود اليتيم في البيت بركة فهاهو اكرم الايتام حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ادخل البركة على قبيلة مرضعته السيدة الكريمة حليمه السعدية رضي الله عنها

واذا لم نتمكن من الكفالة في الاسرة يبقى المجال مفتوح لمشاركة الايتام بزيارتهم في اماكنهم ومشاركتهم الاعياد والاحتفالات وهو ماتفعله جمعية انسان لدينا بمساعدة من اصدقاء اليتيم الذين يبذلون جهد تطوعي اسأل الله ان يجزيهم الجنة على جهدهم
ولايخفى ان مساعدة الايتام تزيل قسوة القلب وذلك عندما شكى احد الصحابه قسوة قلبه الى الرسول الكريم فارشده الى المسح على رأس اليتيم فسبحان الله الذي له في كل شيء حكمة
وفي احد المقابلات التلفزيونية مع احد الايتام سألة المذيع كيف يقضي ليلة العيد قال اطفئ الانوار واجلس لوحدي لأن الجميع مشغول بالاحتفال مع عائلتة في هذا الوقت ولكم ان تتخيلوا مقدار النعمة التي نعيشها ولانستشعرها فنحن محاطين بالحب والاسرة ولانقدر ذلك فماذا يحصل لو ذهب احد المسؤوليناو الشخصيات المشهورة في المجتمع وشارك هؤلاء الايتام الفرحة وتخصيص ساعة من وقتك في الاسبوع للمشاركة الوجدانية مع الايتام خير لك ولهم ولايكلفك الكثير فلما لانبادر
واليتيم عضو فاعل في المجتمع اذا احسنا مساعدته والاهتمام به وكانت لفته الحكومة اخيرأ بتخصيص نسبة من فرص الابتعاث بادرة جميلة وقد رأيت كيف انهم نجحوا في دراستهم ومنهم من له تطلعات وطموحات رائعة


رابط جمعية انسان http://www.ensan.org.sa/

ليست هناك تعليقات: