الثلاثاء، ٤ شعبان ١٤٢٩ هـ

بين البشت والشنب


قد تبدو مفارقة طريفة وهي ورود هذين الخبرين المرتبطان ببعضهما اصطلاحيا وضمنيا فالكلمات تحتوي تقريبا نفس الاحرف ولكن الترتيب مختلف

بــــــــــــــــشت
شــــــــــــــنب


اما الشنب فقد طلب احد القضاة سدد الله خطاه وغفر الله لنا وله من احد المواطنين المغلوب على امره بحلاقة شاربه لكي يتلطف حضره القاضي بالنظر والحكم في قضيته وكأن القاضي تحول الى خبير في اللوك والمظهر مثل الذين يساعدون المذيعين والرؤساء لكي يظهروا في احسن صوره ممكن ان القاضي رعاه الله كان يطبق الحديث الشريف ان الله جميل يجب الجمال ولكن حبذا لو وضع لنا القضاة وموظفين الحكومة الاخرين قائمة بالاشكال التي يريدونها تظهر امامهم ويقترحون علينا ماذا نرتدي ايضا ولم يوضح حضرة القاضي هل يريد الشنب بحلاقة معينة وهل هو من مؤيدي السكسوكة ام لا حتى يتاسب اللوك مع الموضة السائدة وهل يفضل الستايل الكلاسيكي ام المودرن لكي تنتهي قضايانا المعلقة منذ سنين مديدة طبعا فقد حللنا جميع مشاكلنا ولم يبق لنا الان الا ان نهتم بالهندام وعندما وبخ القاضي احدهم لانه حليق اللحية قال له المواطن الفقير الى الله ان الله لاينظر الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم التقوى هاهنا واشار الى قلبه وليس الى لحيته فبهت القاضي وسكت

الا يكفي ان هناك قاضي لكل ثلاثين الف مواطن في السعودية مما يعني المرور بعراقيل ومطبات طويلة للوصول الى معالي القاضي مما يتسبب في ضياع كثير من الحقوق وتعليق الكثير من الامور المصيرية بالنسبة للمواطنين بسبب البيروقراطية وبطء النظام لكي يخرج علينا هذا القاضي بمسالة اللوك




اما البشت فله حكايات لدينا والحديث عنه ذو شجون فوزيرنا السفير الذي قد حل جميع مشاكل وزارتة وقضى على البطالة في بلد يعتبر واحد من اغنى بلدان العالم وامن مستقبل مشرق للخريجين والمتوقع تخرجهم لذلك فضل ان يتحفنا برواياته وقصائده الناعمة السابحة في الخيال واليوتبيا قد انزل بشته المطرز بخيط الذهب لمدة ثلاث ساعات واعتمر بداله قيعة الشيف ولباس النادل لكي يقدم الوجبات الباهظة الثمن في احد ارقى المطاعم ودعى الشباب لكي يحذوا حذوه حتى ولو دخل جحر ضب فعليهم ان يدخلوه وفرض عليهم تلك المهنة مع انها مهنة شريفة ولكن لاتصلح هذه المهنة لتوظيف 280

الف مواطنة فقط ممن تقدموا لوظيفة معلمة ولاتكفي لتوظيف اربعة الالاف خريج من كليات المعلمين تجمهروا حول الوزارات لكي يتم توظيفهم وظائف تؤمن لهم العيش الكريم وكأني بلسان حالهم يقول

اعطنـــــــــــي بــــــــــــشت وارمني في البحر


فلذة البشت ولبسه لايعدلها لذة فله مفعول كلمة افتح ياسمسم وبساط الريح لذلك اقول للوزير اعطني البشت وغني فالبشت سر النجاح بدلا من قول جبران خليل اعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود

وافتح يابشت لي المغارات والكهوف فحبذا لو قامت الوزارة بتوزيع البشوت على كل العاطلين لما لها من مفعول

هل اصبحنا فعلا في زمن المظهر وثقافة الصورة؟؟

ليست هناك تعليقات: