الأحد، ٢٠ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

الفن والادب؟؟


من المعلوم ان الفن والادب من اكثر المؤثرات على حياة الانسان والانسان يعشق الفن والجمال بطبيعتة فهاهو القران الكريم كتاب من اجمل وابلغ الكتب ويقدم ويحتوي رسالة هادفة تؤثر في حياتنا كبشرومن المعلوم ان الفن رسالة بحد ذاتة ويعتبر توثيق للتاريخ والحوادث وقد سخر فنانين العصور الوسطى خصوصاً الاسبان منهم حوادث تاريخية مهمة في لوحاتهم وشخصيات مثل الملوك او علماء او حتى تجسيد معاناة شعوبهم من الفقر والمرض والحروب الفن انعكاس ومراه للعقيدة والعادات وغيرها لمجتمع ما وهاهو الفن الاسلامي يتسم بالتجريدية والزخارف لأن بعض الرسوم محرمة في الاسلام ومثلها التماثيل ولكن هذا لم يجعل المسلمين الاوائل يتخاذلون بل بنوا حضارة وفن راقي واخذ منهم شعراء العصور الوسطى ودانوا لهم بالفضل لانهم حفظوا ونقلوا التراث اليوناني الى اوروبا ولكن بقيت نظرة الاحتقار لهم كعرب موجودةوالفن الغربي او الشرقي من الهند والصين وغيرها يقوم على المحاكاة والتقليد عكس الاسلامي وتجد الثماثيل ورسم الشخصيات بشكل جدا جميل وهو واضح في اغلب مدن وشوارع وكنائس تلك الدول فهي قطع فنية مرصعه بتراث تلك الامم
والا فالفن والادب اليوم ازدهر بشكل كبير واستفاد من تقدم التقنية واصبح من السهل بث قيم وحضارة مجتمع ما او التعريف بها بشكل بسيط وضمان وصوله الى اكبر عدد من المتلقين في العالم والاعتماد على الصورة والتي هي لغة عالمية يفهمها كل البشر اصبح شيئ واضح فهناك الافلام والتصوير الفوتوغرافي والرسم والكاركتير والرسوم المتحركةوبعضها يسمى فن صامت بمعنى من غير اي تعليق ولكن الصورة تقوم بالمهمة على اكمل وجةمما يزيل حاجز اللغة ولهذا تجد من يريد ان يبث او يقنع العالم بفكرة معينه ماعليه الا ان يوظف الفن بالشكل المطلوب ربما البعض يتعمد تشويه صورة الاسلام وقلب الحقائق مثل الاعلام الامريكي في مجمله بتصوير افلام تصور العرب كارهابيين وشعوب متخلفة بينما الغربي يظهر بمظهر المنقذ للعالم والجندي الذي يدافع عن الحرية والعدل وهذه افلام الحرب في فيتنام اكبر دليل وليس لي متابعة للافلام المتعلقة بالحروب الجديدة الا فلم الطريق الى جوانتانمو وصّور الفلم الجنود في المعتقل بمظهر الرحمة والانسانية تخيلوا هذا في ذلك المعتقل الاجرامي والرسائل الغير مباشرة في الفن اخطر من وجهة نظري بكثير من تلك التي توضح هدفهامثل الكاريكتيرالمسيء لرسولنا الكريم وفلم فتنة


تأمل واقع الاعلام والفن والادب لدينا اليوم فهو اما مستهلك لبرامج وفنون الاخرين وهذا ليس بعيب فهو يساعد على الاطلاع على حضارات الاخرين ولكن الاعلام لدينا يركز على المضمون الفارغ والاستهلاكي او انه يعرّب تلك البرامج واغلبها برامج تلفزيون الواقع التي تهدم القيم وبرامج مسابقات تبث العنصريةاو مسلسلات وافلام تعكس واقع الطبقة المخملية وهمومهاوتختزل المجتمع في مشكلات ضيقة ومبالغ فيها ولاتقدم لنا العلاج لها في الاخير!!!!!!
اما الرقص والغناء والروايات الهابطة والادب الرخيص فلا يخفى عليك الوضع الادب فن راقي ولكن كم كاتب مسلم دعني اقول فاز بجائزة نوبل لااعلم الا محفوظ واورهان باموق التركي وهو بحق يستحق ذك وترجمت رواياته لعدد كبير من اللغات وهل لك ان تتأمل كم كتاب عربي دخل قائمة افضل الكتب مبيعا في العالم وحقق مبيعات ضخمة وترجم لاكثر من 50 لغة مثل باولو خوليوغيره تجد العدد ضئيل ان لم ينعدم دول العالم الاخرى تقرا ليست مثلنا واليونسيكو تصدر تقارير دورية عن عدد الساعات التي يقضيها الشعوب في القراءة وكانت حصتنا نحن العرب مخجلة جدا المهم هو ان الانتاج السينمائي والتلفيزيوني يتطلب ميزانية ضخمة كما نعرف وفريق عمل ابداعي ومؤهلات كبيرة وعاملين في شتى التخصصات وهو يكلف ماديا الكثير مما قد يقف حجر عثرة في طرقنا كمسلمين لانتاج عالمي ولكن الادب والكتب هي المخرج فنحن نتعامل مع شعوب تقرأ والادب لايحتاج الا الى مؤلف رائع ولديه هذا الحس وليس مؤلف تجاري لكي يصل للمجد والشهرة فهذه عدو الفن الراقي والذي يوصل رسالة لذلك علينا تشجيع ودعم هذا النوع من الكتاب ولو قرأت عن خالد الحسيني كاتب مسلم افغاني رواياته لرأيت جمال هذا الكاتب والرسالة التي يحملها للعالم والوعي الذي انتشر بين القراء بسببه مع انه مبتدئ ولكن عمل ضجة كبيرة في الغرب وتحولت احدى رواياته الى فيلم واجرى العديد من المقابلات وكلها وضحت جمال رسالتة الاسلامية للعالم بلغتة التي يفهمها.

ليست هناك تعليقات: